بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 11 يناير 2012

شخص يتحدث مع المسجد ،،،، ،،، قصة اروع من رائعة


جدران المسجد تتحدث ،،قصة حقيقية حسب الراوي
يقول أحدهم ركبنا أنا و خالي سيارتنا وأخذنا طريق العودة بعد أن صلينا الجمعة في مكة وبعد قليل
ظهر لنا مسجد مهجور كنا قد مررنا به سابقا أثناء قدومنا إلى مكة و كل من يمر بالخط
السريع يستطيع أن يراه ، مررت بجانب المسجد وأمعنت النظر فيه .... و لفت انتباهي شئ ما
سيارة فورد زرقاء اللون تقف بجانبه . مرت ثواني وأناأفكر ما الذي أوقف هذه السيارة هنا ؟
ثم اتخذت قراري سريعا...خففت السرعة ودخلت على الخط الترابي ناحية المسجد
وسط ذهول خالي وهو يسألني : ما الأمر ؟ ماذا حدث ؟
فقلت له تعالى انزل معي لنرى ما الأمر هنا
أوقفنا السيارة في الأسفل ودخلنا المسجد وإذا بصوت عالي يرتل القرآن باكيا
ويقرأ من سورة الرحمن فخطرلي أن ننتظر في الخارج وأن نستمع لهذه القراءة الجميلة
قراءة عذبة
لكن الفضول قد بلغ بي مبلغه لأرى ماذا يحدث داخل هذا المسجد المهدوم ثلثه أو يكاد نصفه
والذي حتى الطير لا تمر به
دخلنا المسجد وإذا بشاب وضع سجادة صلاة على الأرض وفي يده مصحف صغير يقرأ فيه
ولم يكن هناك أحدا غيره ....... وأؤكد لم يكن هناك أحدا غيره

قلت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فنظر إلينا وكأننا افزعناه ومستغربا حضورنا
ثم قال وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سألته أصليت العصر؟
فقال لا لم أصلي بعد
قلت لقد دخل وقت صلاة العصر ونريد أن نصلي
ولما هممت بإقامة الصلاة
وجدت الشاب ينظر ناحية القبلة و يبتسم
لمن ولماذا ؟ لا أدري
وفجأة سمعت الشاب يقول جملة أفقدتني صوابي تماما
قال بالحرف الواحد ( أبشر .. وصلاة جماعة أيضا )

نظر إلي خالي متعجبا ... فتجاهلت ذلك ثم كبرت للصلاة و عقلي مشغول بهذه الجملة

أبشر .. وصلاة جماعة أيضا )

من يكلم وليس معناأحد ؟ المسجد كان فارغا ومهجورا هل هو مجنون ؟
هل هو مختل ؟

بعد الصلاة ... أدرت وجهي ونظرت للشاب
وكان مازال مستغرقا في التسبيح والتهليل والتكبير


فسألته كيف حالك يا أخي ؟
فقال بخير ولله الحمد

قلت له سامحك الله ... شغلتني عن الصلاة !
سألني لماذا ؟


فقلت وأنا أقيم الصلاة سمعتك تقول
أبشر .. وصلاة جماعة أيضا )

ضحك ورد قائلا وماذا في ذلك ؟
قلت لا شىء ولكن مع من كنت تتكلم ؟

ابتسم ثم نظر إلى الأرض وسكت لحظات وكأنه يفكر
هل يخبرني أم لا ؟

تابعت قائلا ما أعتقد أنك بمجنون
شكلك هادئ جدا
وصليت معانا وما شاء الله

نظر إلي ... ثم قال كنت أكلم المسجد

كلماته نزلت علي كالصاعقة
جعلتني أفكر فعلا .. هل هذا الشخص مجنون ؟


قلت له نعم ؟ كنت تكلم المسجد ؟
وهل رد عليك المسجد ؟


تبسم ثم قال ... لا تتهمني بالجنون !
فقلت وهل الحجارة تتكلم ؟ هذه مجرد حجارة !
شعرت بوطأت حدة كلامي تجاهه
إستدركت الموقف

فتبسمت وقلت كلامك صحيح وطالما أنها لا ترد ولا تتكلم ... لم تكلمها ؟


نظر إلى الأرض مرة أخرى فترة
وكأنه مازال يفكر ... ثم قال دون أن يرفع عينيه


أنا إنسان أحب المساجد كلماعثرت على مسجد قديم أو مهدم أو مهجور أفكر فيه وأتأمل
أتأمل عندما كان الناس يصلون فيه واقول
في نفسي يا الله كم هذا المسجد مشتاق إلى
أن يصلي فيه أحد ؟ كم يحن لذكر الله ...
أحس به ..... أحس إنه مشتاق للتسبيح والتهليل
يتمنى لو آية واحدة تهز جدرانه
وأحس إن المسجد يشعر أنه غريب بين المساجد .. يتمنى ركعة أو سجدة
ولو عابر سبيل يقول الله أكبر ...فأقول في نفسي
والله لأطفئن شوقك
والله لأعيدن لك بعض أيامك ..أدخل فيه
وأصلي ركعتين لله ثم اقرأ فيه جزأ

كاملا من القرآن الكريم

لا تقل إن هذا الفعل فعل غريب ...
ولا تستغرب عليا ذلك
لكني والله ..أحب المساجد

دهشت من كلامه هذا ومن إحساسه هذا
نظرت في الأرض مثله لكي لا يلحظ أني قد تأثرت بما يقول وبما يحس ومن كلامه الذي أثر في كثيرا
من إحساسه.... من أسلوبه .. من فعله العجيب ...
من رجل تعلق قلبه بالمساجد...
ولم أدري ما أقول له
واكتفيت بكلمة جزاك الله كل خير،

سلمت عليه وقلت له لا تنساني من صالح دعائك
أيها الفتى
ثم كانت المفاجأة المذهلة
وأنا أهم بالخروج من المسجد قال وعينه مازالت في الأرض

أتدري بماذا أدعوا دائما وأنا أغادر هذه المساجد المهجورة بعد أن أصلي فيها وأفعل فيها ما أفعل ؟

نظرت إليه مذهولا..... إلا أنه تابع قائلا
أقول دائما
اللهم يا رب إن كنت تعلم أني قد آنستُ
وحشة هذا المسجد بذكرك العظيم
وقرآنك الكريم لوجهك يا رحيم
فآنس وحشة أبي في قبره
وأنت أرحم الراحمين

حينها شعرت بالقشعريرة تجتاح جسدي
وبكيت كطفل صغير

وقلت في نفسي
أي فتى هذا ؟
وأي بر بالوالدين هذا ؟
كم من المقصرين بيننا مع والديهم
سواء كانوا أحياء او أمواتا ؟
نسأل الله حسن العمل وحسن الخاتمة
اللهم آمي

منقول للفائدة